هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 إيمان المقلد

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
يمان صفريني
رائد روحي
رائد روحي
يمان صفريني


عدد الرسائل : 272
العمر : 26
السٌّمعَة : 0
نقاط : 1132
تاريخ التسجيل : 26/02/2010

إيمان المقلد Empty
مُساهمةموضوع: إيمان المقلد   إيمان المقلد I_icon_minitimeالثلاثاء مارس 02, 2010 11:16 am

يرى أهل السنة والجماعة صحة إيمان المقلِّد خلافاً لجمهور المتكلمين من المعتزلة والأشعرية ومن وافقهم اللذين لا يصححون إيمان المقلد (1) .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله-: (( أما المسائل الأصولية فكثير من المتكلمة، والفقهاء من أصحابنا، وغيرهم من يوجب النظر والاستدلال على كل أحد حتى العامة والنساء...، وأما جمهور الأمة فعلى خلاف ذلك، فإنّ ما وجب علمه إنما يجب على من يقدر على تحصيل العلم، وكثير من الناس عاجز عن العلم بهذه الدقائق فكيف يكلّف العلم بها؟ وأيضاً فالعلم قد يحصل بلا نظر خاص، بل بطرق أُخر: من اضطرار وكشف، وتقليد من يعلم أنه مصيب وغير ذلك ))(2). وقال العلاّمة السفاريني- رحمه الله- في تقرير مذهب أهل السنه في هذه المسألة: ((والحق الذي لا محيد عنه، ولا انفكاك لأحد منه، صحة إيمان المقلد تقليداً جازماً صحيحاً وأنّ النظر والاستدلال ليسا بواجبين، وأنّ التقليد الصحيح محصل للعلم والمعرفة (3)).

وقد رجح العلاّمة ابن عثيمين- رحمه الله- صحة التقليد في المسائل التي يُطلَب فيها الجزم، وأشار إلى أنّ القول بمنع التقليد في ذلك ضعيف (4)
واستدّل على ذلك، بما يلي:
1- أن الله أحال على سؤال أهل العلم في مسألة من مسائل الدين التي يجب فيها الجزم، فقال: { وما أرسلنا من قبلك إلا رجالاً نوحي إليهم فإسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون}[سورة النحل:43]، وسؤالهم للأخذ بقولهم، ومعلوم أن الإيمان بأن الرسل عليهم السلام رجال من العقيدة ومع ذلك أحالنا الله فيه إلى أهل العلم.
2 - وقال تعالى: { فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك لقد جاءك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين}[سورة يونس:94]، ويسألهم ليرجع إليهم، وإذا كان الخطاب هذا للرسول ق ولم يشك، فعامة الناس إذا شكوا في شيء من أمور الدين فإنهم يرجعون إلى الذين يقرؤون الكتاب (أهل العلم) ليأخذوا بما يقولون، وهذا عام يشمل مسائل العقيدة.
3 - أننا لو ألزمنا العامي بمنع التقليد والتزام الأخذ بالاجتهاد لألزمناه بما لا يطيق، وقد قال تعالى:{ لا يكلف الله نفساً إلا وسعها}[سورة البقرة:286]، فالصواب والله أعلم: أن ما يُطلب فيه الجزم يُكتفي فيه بالجزم، سواءٌ عن طريق الدليل أو عن طريق التقليد (5).
ولكن ينبغي أن يُعلم بأنّ المسائل التي يجب القطع واعتقادها اعتقاداً جازماً هي أصول الإسلام ومبانيه العظام، كأصول الإيمان، وأركان الإسلام، وما عُلم من دين الله تعالى بالضرورة، (( فما أوجب الله فيه العلم واليقين وجب فيه ما أوجبه الله من ذلك كقوله: {اعلموا أن الله شديد العقاب وأن الله غفور رحيم}[سورة المائدة:98]، وقوله:{فأعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات‏}[سورة محمد:19]، وكذلك يجب الإيمان بما أوجب الله الإيمان به، وقد تقرر في الشريعة أن الوجوب معلق باستطاعة العبد كقوله {فاتقوا الله ما استطعتم}[سورة التغابن:16]، وقوله ق (( إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم )) أخرجاه في الصحيحين(6)، فإذا كان كثيرٌ مما تنازعت فيه الأمة - من هذه المسائل الدقيقة - قد يكون عند كثير من الناس مشتبهاً لا يقدر فيه على دليل يفيده اليقين، لا شرعي ولا غيره لم يجب على مثل هذا في ذلك ما لا يقدر عليه وليس عليه أن يترك ما يقدر عليه من اعتقاد قوي غالب على ظنه لعجزه عن تمام اليقين؛ بل ذلك هو الذي يقدر عليه. لا سيما إذا كان مطابقاً للحق؛ فالاعتقاد المطابق للحق ينفع صاحبه ويثاب عليه ويسقط به الفرض إذا لم يقدر على أكثر منه ))(7).


ولعلنا نعرض لاحقاً لبيان تناقض المتكلمين ومساوئ قولهم بإذن الله تعالى..
___________________________________________

(1) جمهور المتكلمين يقولون بمنع التقليد في العقائد كما حكاه السمعاني عنهم, ورجحه الرازي, والآمدي, وابن الحاجب، انظر: شرح الأصول الخمسة للقاضي عبدالجبار (60-63), قواطع الأدلة في الأصول للسمعاني (2/346)، التمهيد في أصول الفقه للكلوذاني (4/396), المحصول للرازي (6/125), الإحكام في أصول الأحكام للآمدي (4/223), شرح مختصر الروضة للطوفي (3/656), رفع الحاجب عن مختصر ابن الحاجب (4/583)، الإبهاج شرح المنهاج (3/273-274), كلاهما لابن السبكي, إرشاد الفحول للشوكاني (ص392)، مختصر الفوائد المكية للسقاف (ص91).
(2) مجموع فتاوى ابن تيمية (20/ 202)، وانظر: (3/312)، درء التعارض (7/426).
(3) لوامع الأنوار البهية وسواطع الأسرار الأثرية لشرح الدرة المضية في عقد الفرقة المرضية (1/269).
(4) انظر: شرح العقيدة السفارينية لابن عثيمين (ص308-309).
(5) انظر: المصدر السابق (ص312).
(6) أخرجه البخاري بهذا اللفظ في صحيحه، كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة, باب الاقتداء بسنن رسول الله وقول الله تعالى واجعلنا للمتقين إماماً, برقم (6858), ومسلم ،كتاب الحج, باب فرض الحج مرة في العمر برقم ( 1337).
(7) مجموع فتاوى ابن تيمية (3/313-314).


__________________
إيمان المقلد D12
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
إيمان المقلد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: القسم العلمي :: المنتدى العلمي-
انتقل الى: