هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 لماذا تغيّر طعمُ التفاح ؟

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
شلال العطر
المدير العام
المدير العام
شلال العطر


عدد الرسائل : 44
العمر : 44
Location : حلب
السٌّمعَة : 0
نقاط : 5185
تاريخ التسجيل : 15/02/2009

لماذا تغيّر طعمُ التفاح ؟ Empty
مُساهمةموضوع: لماذا تغيّر طعمُ التفاح ؟   لماذا تغيّر طعمُ التفاح ؟ I_icon_minitimeالسبت أغسطس 29, 2009 2:12 pm

زمان كانت أسماؤنا أحلى ،
ورائحة البامية تتسرب من شبابيك البيوت، وساعة "الجوفيال" في يد الأب
العجوز أغلى أجهزة البيت سعراً وأكثرها حداثة، وحبات المطر أكثر اكتنازاً
بالماء.


عندما كان المزراب يخزّن ماء الشتاء في البراميل،
وكُتّاب القصة ينشرون مجموعات مشتركة، وحلو العرس يوزع في كؤوس زجاجية
هشّة تسمى "مطبقانيات"، والجارة تمدّ يدها فجرا من خلف الباب بكوب شاي
ساخن للزبّال فيمسح عرقه ويستظلّ بالجدار!


زمان.. عندما كانت
"الشونة الشمالية" آخر الدنيا، و"فكر واربح" أهم برامج المسابقات، ولم نكن
نعرف بعد أن ثمة فاكهة تتطابق بالاسم مع منظف الأحذية "الكيوي"، وأننا
يوماً ما سنخلع جهاز الهاتف من شروشه ونحمله في جيوبنا!!


كانت
"القضامة المالحة"( حمص حب محمص ومملح ويكون لونه ابيض ) توصف علاجاً
للمغص، والأولاد يقبّلون يد الجار صباح العيد، والبوط الصيني في مقدمة
أحلام الطلبة المتفوقين!


كانت "أخبار الأسبوع" لصاحبها عبد
الحفيظ محمد أهم الصحف وأجرئها على الإطلاق، و"ألمانيا" بلد الأحلام،
وصورة المطربة صباح على ظهر المرآة اليدوية المعلقة على الحائط.



حين تصحو على صوت "مازن القبج"( مقدم برنامج عن الزراعة ) أو"سمرا عبد
المجيد" وظهرا تسمع "كوثر النشاشيبي"( مقدمة برامج ما يطلبه المغتربين )
ومساء تترقب "إبراهيم السمان"... والتلفزيون يغلق شاشته في موعد محدد مثل
أي محل أو مطعم!


عندما "مدينة الأهلي للألعاب السياحية" في رأس
العين هي وجهة الأثرياء، والسفر إلى صويلح ( بلد في الأردن يحتاج التحضير
قبل يومين، والجامعة الأردنية بلا شقيقات!


عندما كانت المكتبات
تبيع دفاتر خاصة للرسائل أوراقها مزوّقة بالورد،..أما الورد ذاته فكان
يباع فقط في جبل عمان، الحي الأرستقراطي الباذخ في ذلك الزمان!!


حين جوازات السفر تكتب بخط اليد، والسفر إلى الشام بالقطار، وقمصان "النص كم" للرجال تعتبرها العائلات المحافظة عيبا وتخدش الحياء!


كانت البيوت تكاد لا تخلو من فرن "أبو ذان وأبو حجر" الحديدي، والأمهات
يعجنّ الطحين في الفجر ليخبزنه في الصباح، والأغنام تدق بأجراسها أن بائع
الحليب صار في الحي، والجارة الأرملة تجلس من أول النهار لصق الجدار
مهمومة ويدها على خدّها!


كان مسلسل "وين الغلط" لدريد ونهاد
يجمع الناس مساء، ومباريات "محمد علي كلاي" تجمعهم في سهرات الثلاثاء،
وكان "نبيل التلّي" أفضل لاعب هجوم في كرة القدم!


كانت الناس
تهنئ أو تعزّي بكيس سكّر "أبو خط أحمر" وزن مئة كيلو غرام، والأمهات
يحممّن الأولاد في اللجن( وعاء بلاستيكي او من الساج )، و"القرشلّة"
يحملها الناس لزيارة المرضى!


كان "الانترنت" رجماً بالغيب لم
يتوقعه أحذق العرّافين، ولو حدّثتَ أحدا يومها عن "العدسات اللاصقة"
لاعتبرك مرتدّاً أو زنديقاً تستحق الرجم، أما "الماسنجر" فلو حملته للناس
لصار لك شيعة وأتباع!!


حين مذاق الأيام أشهى، والبرد يجعل أكفّ
التلاميذ حمراء ترتجف فيفركونها ببعضها، وعندما "زهير النوباني"( ممثل
أردني ) في دور "مقبول العقدي" أعتى رمز للشر قبل أن يعرف الناس أن في
الغيب رجلاً يدعى "جورج بوش"!


كانت لهجات الناس أحلى، وقلوبهم أكبر، وطموحاتهم بسيطة ومسكينة وساذجة!


الموظفون ينامون قبل العاشرة، والحزبيون يلتقون سراً محاطين بهالة من
السحر والبطولة، والزوجة في يوم الجمعة تخبئ كبدة الدجاجة وقوانصها
لتقليها للزوج دلالة على تدليله!



كانت الحياة أكثر فقرا وبرداً وجوعاً، لكنها كانت دائما خضراء!



فعلا أصبح للتفاح طعما آخر غير الذي أعتدت عليه منذ كنت في الابتدائية..
حين كانت أمي تجتهد صباحا لكي تحشي لنا " ساندويتشات " الزيت وزعتر,
وعندما كان " عشر قروش أردني أو خمسة " يعني الكثير !


وعندما كنت أصحو قبل السادسة صباحا بكل ضجر في أيام الشتاء كي نذهب إلى المدرسة, وأنا النائم منذ العاشرة مساءاً !!

وتبدو الفرحة على وجهي عندما تأتي أمي " بالبشارة "

: "بلاش مدرسة اليوم الدنيا كابسة مطر" !


ومن شدة فرحتي لا أستطيع النوم مرة أخرى, فافتح التلفاز صباحا على أحدى
القنوات العربية "الأرضية"-حيث لم نكن نعرف لا فضائية الأقصى ولا تلفزيون
فلسطين !!-


واستمتع بفترة الصباح للأطفال: بيل وسبستيان, وعدنان ولينا أو حتى توم وجيري أو ماكان يعرف حينها بـ " البس والفار " !!!!

وبكل تأكيد كان لنا في رمضان ما نتابعه: مسلسل " عليوة " الأول بلا منازع !!!


عندما كنت أجلس بجانب جدتي -رحمة الله عليها -وهي تقص علي ّ " خراريف زمان ": الشاطر حسن, وجبينة , أو حتى أبو رجل مسلوخة!

وكانت دائما ما تردد قولتها المشهورة: أوعك يا ستي تروح عالبحر , البحر غدار يا ستي ....


الله يرحمك ياستي ويرحم أيامك

يالروعة تلك الأيام ,, مش عارف شو أقول ....!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://mohammad7btesh.1talk.net
 
لماذا تغيّر طعمُ التفاح ؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» صناعة خل التفاح الطبيعي
» لماذا هذا الكود لا يعمل

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: القسم العام :: المنتدى العام-
انتقل الى: